للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاعلم كلانا بحال لم يشبه سدى ... تحدي الظلام إذا سارت قوافله

*** وهذا الباب، أي السؤال والجواب، باب نادر، تنتعش بسماعه النفوس والخواطر. وقد سلكه الكثير من أهل هذا الفن.

وأتوا فيه بالنادر الغريب الحسن. ولما فتح لنا (١) إلى الدخول فيه بابا ووجدنا إلى الوصول إليه انسيابا فلنورد منه ما يروق، ويسمو ويفوق.

فمن ذلك القبيل، والنادر الذي ماله مثيل. قول بعضهم على هذا الروي والقافية، ما هو أعذب من المدامة الصافية. وهو:

متيم لم يزل في الحب ذا شجن ... والقلب من شغف عزت وسائله (٢)

إن رام من حبه وصلا يكون له ... عونا على الحب كان الصد حائله

أو رام من خده لثما يقول له ... ورد الخدود عزيز عز نائله

فهل ترى العارفي ذا الحب يا أملي ... أم تركه العار إن لحت عواذله

فهذه قصة المشتاق يا سندي ... روحي فدى لك ماذا أنت قائله

فالجواب الذي هو على نهج الصواب:

إذا الفتى من أليم الوجد كان شجى ... وظل عن طرق ما أضحى يحاوله

أو إن أتى زائراً محبوبه لينل ... منه التواصل كان الصد حائله (٣)

يستعمل الصبر في هجر الحبيب نعم ... فالصبر يا صاح لا شيء يعادله

فليس في الحب عار تختشيه بلى ... في تركه العار إن لحت عواذله

هذا جوابي فلا تركن إلى أحد ... فتارك العشق لم تقبل قوائله

***


(١) في الاصلين: نفتح واثبتنا فتح لتصح الجملة.
(٢) في الاصل: ذو شجن.
(٣) جزم الفعل ينال وصوابه النصب ليستقيم له الوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>