للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله من الرحيق الشافي ما حكي عن الشيخ محمد اليافي، أنه دخل عليه غلام، ودموعه في انسجام. وهو في سن الحداثة، وقد طلب من الشيخ المذكور الإغاثة. فناوله صحيفة، وفيها هذه اللطيفة. وهي:

عاشق خاطر حتى ... استلب المعشوق قبله (١)

افتنا لا زلت تفتى ... هل يبيح الشرع قتله (٢)

فأجابه الشيخ في الحال، من غير اضطراب وملال.

أيها السائل عما ... لا يبيح الشرع فعله

قبلة العاشق للمع ... شوق لا توجب قتله

وذكر الخزرجي (٣) في تاريخه في ترجمة أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي: إن رجلا كتب إليه أبياتا كالعسل، حاوية لهذا المدعى والجدل، يقول فيها:

أبا جعفر ماذا تقول فانه ... إذا نابنا أمر عليك المعول

ولا تنكرن قولي وأبشر برحمة ... من الله في الأمر الذي عنه نسأل

أفي الحب عار أو ترى العار تركه ... وهل من لحا أهل المحبة يجهل


(١) في الاصل قلبه.
(٢) في المخطوطتين قبله والصواب ما اثبتناه ويؤيد ذلك الجواب.
(٣) هو علي بن الحسن بن ابي بكر بن الحسن بن وهاس الخزرجي الزبيدي، ابو الحسن موفق الدين، مؤرخ، بحاثة من اهل زبيد في اليمن، عاش نيفا وسبعين سنة وتوفي سنة اثنتي عشرة وثمانمائة.
من كتبه «الكفاية والاعلام فيمن ولي اليمن وسكنها من الاعلام- خ» و «طراز اعلام الزمن في طبقات اعيان الزمن- خ» و «العسجد المسبوك في تاريخ الاسلام وطبقات الملوك- خ» و «العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية- ط جزآن» و «العقد الفاخر الحسن في طبقات اكابر اليمن» و «مرآة الزمن في تاريخ زبيد وعدن». وديوان شعره. ترجمته في الضوء اللامع ٥/ ٢١٠ وشذرات الذهب ٧/ ٩٧ والاعلان بالتوبيخ ١٣٤ والاعلام للزركلي ٥/ ٨٣ وفيه مصادر اخرى حديثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>