للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العبد معترف بذنبه، تائب إلى ربه. يسألك الرضا (١)، والعفو عما مضى. فإن عفوتم فأنتم لذلك أهل (٢) وهو اقرب للتقوى.

وإن عاقبتم فأنتم بنا أولى، ويدكم أطول وأقوى، وأياديكم تكافيه، وكل إناء ينضح بما فيه.

فأرسل السلطان يطلب حضوره فأرسل الشريف إليه:

بلادي وان جارت علي عزيزة ... ولو أنني أعرى بها وأجوع

ولي كف ضرغام إذا ما بسطتها ... بسوق الورى أشري بها وأبيع

معودة لثم الملوك لظهرها ... وفي بطنها للمجتدين ربيع (٣)

أأتركها تحت الرجاء وابتغي ... خلاصاً لها إني إذا لرقيع

وأما أنا كالمسك في كل بلدة ... أضوع وأما عندكم فأضيع

فكتب إليه الملك:

إذا نزع الشتاء جلبابه، ولبس الربيع أثوابه، أتيناكم بجنود لا قبل لكم بها ولنخرجنكم منها أذلة وأنتم صاغرون.

فكتب الشريف إلى جميع الأشراف الحسني والحسيني ومن يليهم من العربان يستنصرهم شعراً:

بنى عمنا من نسل موسى وجعفر ... وآل علي كيف صبركم عنا

بنى عمنا إنا كأفنان دوحة ... فلا تتركونا يتخذنا القنا فنا

إذا ما أخ خلى أخاه لآكل ... بدا بأخيه الأكل ثم به ثنى

فأرسل إليه سرية فقتلها قتادة وهزمها. فلما رأى الملك شجاعته وحميته ونهضته، بعث إليه خلعاً سنية، وأقطعه الأماكن من


(١) في الاصل: الرضى.
(٢) كذا في المخطوطتين أهلا وهو خطأ وصوابه أهل.
(٣) في ب للمجدبين

<<  <  ج: ص:  >  >>