للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتمشت فيك أرواح الصبا ... يتأرجن بانفاس الخزامى

قد قضى حفظ الهوى أن تصبحي ... للمحبين مناخا ومقاما

وبجرعاء الحمى قلبي فعج ... بالحمى واقرأ على قلبي السلاما

وترحل فتحدث عجبا ... إن جسما سار عن قلب أقاما

قل لجيران الغضا آها على ... طيب عيش بالغضا لو كان داما

حملوا ريح الصبا نشركم ... قبل أن تحمل شيحاً وثماما

وابعثوا لي في الدجى طيفكم ... إن أذنتم لعيوني أن تناما

وقوله: قسما ما الروض حيته الصبا، فيه من أنواع البديع التفريع (١)، واستشهدوا فيه بقول الأعشى (٢):

ما روضة من رياض الحزن معشبة ... غناء جاد عليها مسبل هطل

يضاحك الشمس فيها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل

يوماً بأطيب منها طيب رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل

ومنه قول أبي تمام:

ما ربع مية معموراً يطيف به ... غيلان أبهى ربى من ربعه الخرب

ولا الخدود وإن أدمين من خجل ... أشهى الى ناظري من خدها الترب

***


(١) التفريع هو ان يأخذ المتكلم في وصف فيقول: ما كذا ويصفه بمعظم اوصافه اللائقة به في الحسن والقبح. ثم يجعله اصلا يفرع منه معنى فيقول بافضل من كذا وهو المعنى المشهور للتفريع وهو الذي نظمه اصحاب البديعيات ومنه قول الاعشى المذكور.
وهناك معنى آخر للتفريع وهو ان يثبت لمتعلق امر حكما بعد اثبات الحكم لمتعلق له آخر على وجه يشعر بالتفريع والتعقيب كقول الكميت:
احلامكم لسقام الجهل شافية ... كما دماؤكم تشفى من الكلب
(٢) هو ابو بصير ميمون بن قيس المتوفى سنة ٦٢٩ م صاحب المعلقة او لامية الاعشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>