للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحامد. هذا والنوال أمواجا، والوفود أفواجا. وهو كالغمام يهطل نوالا، ويشرق بدرا ويبدو هلالا. بفرق منير وضاح، ووجه مستنير مصباح وكيف ما هطل فكرم، أو نطق فحكم. أو أشار فنوال، أو نظر فكمال، أو نثر فلآل (١). إلى أن أضحى نهاره، وتكاملت أنواره، وتسطرت في الصحف آثاره. أخذ يصرف تلك الجموع بأدب، بعد أن أظهر من صنوف كمالاته العجب.

ثم بعد أن خلا (٢) فناء الدار من الواشين والاغيار، أخذ يلاطفني ويمنيني، وعلى قربي من حضرته يهنيني. وأدار بيننا من الأدب أقداحا، تورث مسرات وأفراحا (٣). وسقاني من تلك الأشربة كئوسا، وناولني من هاتيك الزجاجات شموسا. إلى أن انجر بنا الكلام إلى النشيد، والتفنن في نظم البيت والقصيد. وأدى البحث إلى أبيات الحماسة، وما حوته تلك الطريقة من الرجاحة والنفاسة، فأنشدني هناك قصيدة لنفسه في هذا الباب انشط من القهوة، وهي في الحقيقة أطرب منها حالا وأسر نشوة. لم ينتج لها الزمان بمثال، وهي أرق من الخيال، وأعذب من الماء العذب الزلال. قد أثبتها تأييدا للمقال المذكور، وجعلتها قلادة لنحور الحور، مدى الأيام والدهور. وهي:

تجل وتسمو عن مثقفة السمر ... مهفهفة تزهو على الشمس والبدر


(١) في المخطوطتين: اللؤال
(٢) في المخطوطتين: خلى.
(٣) في ب: من الادب اقداح، تورث انواع المسرات والافراح.

<<  <  ج: ص:  >  >>