للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومفاخرات ووسائل. شاملة لتلك الفوائد، نفيسة بتلك الخرائد لذيذة بتلك الموائد. من كل رسالة فائقة، ومحاورة رائقة.

ومجالس أنيسة، ومباحث نفيسة. أرق من السحر الحلال، وأعذب من الماء العذب الزلال. ولما غلب عليهم الوهم، وظن بي وإن بعض الظن إثم، أني قد رفضت الأدب، وانتحيت عن سنة فصحاء العرب، أحببت أن أنسخ تلك الأوراق، وأضم أصول تلك الأعراق. وأرتبها ترتيبا يحسن بها الجمع، وتكون للأديب موضع النطق والسمع. لتحصل في الفوائد مطبوعة، وكالفرائد مصبوغة مصنوعة، وكالشهب متفرقة مجموعة.

مضيفا إليها ترجمة المعاصرين، الذين هم لعناقيد كروم الأدب عاصرين، ولأثمار غصون البلاغة هاصرين. معتصما فيها من الخطأ والزلل، والله المعين على القضاء إذا نزل. وقد حذوت فيها حذو الريحانة (١) وصاحب القلائد (٢)، وجمعت فيها النادر من النظم والرائق من الفرائد. وإن شط المزار، ولم تتناسب الآثار. لكن الشاعر مشغوف بشعره، والجميل بذوائبه وشعره.

فمن عذر انصف، ومن عذل أسرف (٣)، فالجواد قد يكبو، والزناد قد يخبو، والصارم قد ينبو (٤)، وقد سميتها الروض


(١) هي: ريحانة الالبا وزهرة (نزهة) الحياة الدنيا لقاضي القضاة احمد بن محمد بن عمر الملقب بشهاب الدين الخفاجي المتوفى عام ١٠٦٩ هـ.
(٢) يريد به الفنح بن خاقان الاشبيلي المتوفى سنة ٥٣٥ صاحب كتاب قلائد العقيان في محاسن الاعيان انظر معجم المطبوعات العربية.
(٣) في الاصل: فمن عذل انصف ومن عذر اسرف.
(٤) في الاصلين: يكبوا، يجبوا، ينبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>