للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباب، أطال الله بقاه، وحفظ على الدين والدنيا شرفه وسناه، لعظم الخطب في النعي، وفقد ذلك الشاب المضي. غير أن النعمة بحمد الله تعالى فيما بقي ضافية اللباس، نامية الغراس. فروح الله روح الماضي، وجعل هذا الخلف الباقي، وصيّر التعزية بعده له لا به، والخلف عليه لا منه، والعوض فيه لا عنه، وألهمه فيما عراه راحة الصبر. وبارك له فيما أولاه، وعرفه فاتحة السعد والنصر. وأيد معاقد العز والشرف بوجوده، وشيد أركان السعود ببره وجوده.

هذا وكان من جملة ما احتوت عليه صحيفة التواد، التوصية على الرجل المذكور من أهل بغداد. فحيث أن الأمجد الأرفع هو الشفيع وابن الشفيع المشفع، المحكم في المال، المساعف في مساعدة الآمال، ساعدنا الرجل المذكور تكرمة للخاطر العاطر وانلناه ما كان يتمناه. ولأجل تهنية المقام الأسنى، وتيريك الرتبة السنية الحسنى، نظمنا كتاب المحبة والتواد، في سلك الإخلاص والاتحاد، فحين الوصول بعون الله سبحانه والاطلاع، على ما تحويه الحشى والاضلاع، من خالص المودة وصادق الصداقة والمحبة، فالمرجو المؤمل، ذكر المحب في تضاعيف الدعوات المستجابة في تلك المعاهد المباركة، والتشمير عن ساعد الهمة في أخبار عافيتكم السارة والأنباء الشريفة المبهجة الدارة. ولا زال بيت عزكم حرما آمنا لكل مستجير عائذ. وحرم شرفكم مسعى يطوف به كل مستظل وعائذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>