للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لقومي الذين قد عنفوني ... «لا يكادون يفقهون حديثا» (١)

ومن نظمه قوله:

زار فؤادي عائداً طرفه ... كلاهما في الدهر مضنى قديم

فقلت إذ أبصرت حاليهما ... مستعجبا عاد السقيم السقيم (٢)

وقد أرسل إليه الحاج خليل خداده (٣) هذين البيتين:

لا تحسبوا أن البعاد مكدر ... صفو الخليل عن الخليل وأنسه

لكن حوادث في الزمان تراكمت ... فالمرء فيها قد سها عن نفسه

فأجابه بقوله:

إنا نسلم أنه يسهو الفتى ... في حادثات زماننا عن نفسه

لكن نقول بدفع شر عدونا ... ذا اليوم خير عندنا من أمسه

وله مصدراً ومعجزاً:

قيل لا تنظرن لوجه جميل ... فهو في الحشر يورث الحسرات

وامنع العين أن ترى ما اشتهته ... إنما ذاك يذهب الحسنات

قلت ذاك الجمال لما تبدى ... كثرت دهشتي وقل ثباتي

وبدت حالة هنالك حتى ... غفل الكاتبان عن سيئاتي

وكنت قد صدرته وعجزته في زمن الصبا:

قيل لا تنظرن لوجه جميل ... ذي سناء مطرز بالنبات

لا ولا ترقبن لوجه صقيل ... إنما ذاك يذهب الحسنات

قلت ذاك الجمال لما تبدى ... وغدا مشرقاً بكل الجهات

وعلا حسنه على كل حسن ... شغل الكاتبان عن سيئاتي


(١) سورة النساء: الآية ٧٨ وتمام الآية (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا)
(٢) البيتان في شمامة العنبر ورقة ٨٨.
(٣) سيترجم له المؤلف برقم ٢٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>