للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمفصلة في جرابه مشدودة. وكان الاجتماع به اقصر من ليالي الوصال، وأخصر من معانقة الغيد الحسان عند معاطاة الدل والدلال. قد مرت كما يمر الطيف، فوا أسفا عليها ووا حيف. وها هو الآن نزيل بيت الفخر، وقطب ذلك القطر، كل أوقاته التي يعدها سدى، فهي في الحقيقة رشد لأرباب الكمال وهدى. فبقيت على ذلك الشوق المديد، والتوق الذي ما عليه مزيد. إلى أن ألوى عنان العزم إلى الوطن ثانيا، فقدر الله لنا به الاجتماع ثانيا.

فأطفينا بذلك غلة الشوق الملم الضافي، واكتسبنا في معاشرته سائغ الحب الهني الصافي. واستفدنا ممن أدبه الذي حواه أتم الإفادة، وأنشدنا من نظمه ما يفيد المجد وينيل السعادة.

فأما نظمه العربي فهو الزكي العاطر، وأما نثره الغريب الحكمى فهو الغمام المريع المتقاطر. فتناول من نظمه سجلا وصكا، وخذ حقا ودع من قال إفكا.

فمن نظمه العالي المستهزئ باللآلي قوله:

سال الدموع وفاضت بالبكا المقل ... فمذ تذكرت الأوطان والطلل

يا حاديا هاديا أسرع بنا فلقد ... بان التجلد إذ بانت لنا النزل

سقياً ليوم اللقاكم فيه من فرح ... يغدو فيبقى ومن هم فيرتحل

وكم يواسي قريحاً بعد أن يئست ... منه الأساة فما السلوان والأمل

<<  <  ج: ص:  >  >>