للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علوم العربية فريد الزمن، وآثاره الآن دالة على توغله في كل فن. أمة بالحديث (١) وعلامة بالتفسير، مرجع في كليهما للقليل والكثير. كأنه روض هذه العلوم الذي اعتدلت اسطاره، وابتسمت في حدائقه من أكمامها أنواره. قد منع الشمس من فضله ان ترمق ثراه، وعن أن تدرك خيال كماله في مروره ومسراه. وقد شهدت له بذلك الفضل ليالي وأيام، وتلت محاسن مواهبه الزاهية محابر وأقلام، وتعليقاته على المشارق نعم الأثر، وهو الذي يرشدك إلى صحة هذا البيان وثبوت هذا الخبر. وقد اثبت من نظمه الساطع، ما هو لكماله برهان قاطع. فمن شعره قوله:

بح بالغرام فما عليك ملام ... إن التستر بالغرام حرام (٢)

واترك ملامة لائم في حبه ... إن الملامة في هواه هيام

كيف التعرض للسلو وصده ... برء ووصل سواه لي أسقام (٣)

ذكر العلامة إبراهيم بن حيدر (٤) في كتابه الملهمات، فيما نقل من أن ملاحظة الخيال، ألطف من مشاهدة الوصال، بل


(١) في ب: في الحديث.
(٢) في ب: في الغرام.
(٣) في الاصل: بريء.
(٤) هو ابراهيم بن حيدر الصفوي الحسين آبادي من الاسرة الحيدرية. درس عليه المؤلف في قرية ماوران، وترجم له في هذا الكتاب مع السادة الحيدرية، اسم كتابه الملهمات: ملهمات ربانية في اسرار ذوقية وجدانية في العشق والتصوف وغيرهما. منه نسخة خطية في المدرسة الاحمدية في الموصل كتبها المؤلف وهو عند المصنف في قرية ماوران نقلا عن مسودته سنة ١١٥١. (انظر مخطوطات الموصل لداود الجلبي ص ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>