للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوصال إذا لم يكن مراد المحبوب، فهو عندهم على الحقيقة غير مطلوب، والفراق ألذ من الوصل لأنه مراد المعشوق، والوصال مراد العاشق المشوق، وحصول مراد المعشوق على كل حال، هو عند العاشق غاية الطلب ونهاية الآمال. وقد قيل في هذا المعنى:

أريد وصاله ويريد هجري فأترك ما أريد لما يريد وفي البيت المذكور ما يفيد ذلك.

ومن القصيدة المذكورة:

كيف التخلص من محاسنه التي ... فيها لأرواح الكماة حمام

فالطرف يرمي بالنبال ولحظه ... قد سل للعشاق منه حسام

وبقده الخطي أوهن مهجتي ... وحشاشتي فكلاهما أوهام

بالروح أفدي من إذا أبصرته ... لم أستطع ولهاً عليه سلام

ما لابن مقلة صاد مقلته ولا ... مثل العذار بما تحفظ لام (١)

بين السيوف المرهفات وجفنه ... عهد على سفك الدماء دوام

أأروم من كلفي عليه تخلصا ... هيهات ذاك جرت به الأقلام

أو كيف تخل من الصبابة مهجتي ... ولنارها في الخد منه ضرام (٢)


(١) ابن مقلة: محمد بن علي بن الحسين بن مقلة أبو علي الوزير، يضرب بحسن خطه المثل.
تولى الوزارة ثلاث مرات: استوزره الخليفة المقتدر العباس سنة ٣١٦ هـ، ثم استوزره الخليفة القاهر بالله سنة ٣٢٠، واستوزره الراضي سنة ٣٢٢، ثم نقم عليه فقطع يده اليمنى فكان يشد القلم على ساعده ويكتب به، ثم قطع لسانه سنة ٣٢٦ وسجنه ومات في سجنه سنة ٣٢٨ هـ.
(٢) كذا في الاصلين وصوابه تخلو، وقد حذف الواو ليستقيم الوزن، وفي شعر القدماء امثلة تجيز مثل هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>