للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا البيت لطيف جدا في بابه زائد على بيت ابن النبيه (١) في قوله من قصيدة مدح بها الملك الأشرف موسى (٢) ومطلعها:

صن ناظراً مترقباً لك ان ترى ... فلقد كفى من دمعه ما قد جرى (٣)

يا من حكى في الحسن صورة يوسف ... واهاً لو انك مثل يوسف تشتري

والبيت المطلوب منها:

تعشو العيون لخده فيردها ... ويقول ليست هذه نار القرى

فإنه زاد على هذا نكتة لطيفة لا تخفي على المتأمل، إذ ما على خده من النار المضرمة إنما هي مستعارة من قلبه الذي هو منزله ومكانه. وأما بيت ابن النبيه فخلاصة ما فيه النار فقط (٤).

ومثله للشيخ تقي الدين (٥) قوله:


(١) هو كمال الدين علي بن محمد بن يوسف بن النبيه، الكاتب الشاعر، صاحب ديوان رسائل الملك الاشرف موسى بن الملك العادل صاحب خلاط من سلاطين الايوبيين المتوفى سنة ٦٣٥ هـ.
ولابن النبيه ديوان شعر كله ملح وتوفى سنة ٦١٩ هـ.
(٢) هو الملك الاشرف موسى بن محمد العادل بن ابي بكر محمد بن ايوب من ملوك الدولة الايوبية بمصر والشام ولد في القاهر سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وتوفى سنة خمس وثلاثين وستمائة في دمشق وهو يملكها. وفيات الاعيان ٢: ١٣٨. الاعلام للزركلى ٨: ٢٨١ وفيه مصادر اخرى.
(٣) رسمها في الاصل: جرا، وما بعدها في البيتين تشترا، القرا.
(٤) علق بحاشية ب بخط مخالف لخط الكتاب: قلت دعوى عادية المحبوب حمرة خده من نار قلب عاشقه، لا يجد العاشق عليها شاهدا، ولا يسلمها المحبوب، وليس في البيت الا ان نار قلبه أحرقت خد المحبوب ولو قال:
كيف السلو ونار خديه لها ... في مهجتي طول الزمان ضرام
لكان أليق بالمحبوب، وأقرب الى تسليمه، وأدعى الى عطفه. ولكن شتان بين بيته وبيت ابن النبيه عند النبيه.
(٥) هو تقي الدين ابو بكر بن علي المشهور بابن حجة الحموي المتوفى سنة ٨٣٧ هـ. نظم بديعية في مدح المرسول مطلعها:
لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذى سلم ... براعة تستهل الدمع في العلم
شرحها شرحا وافيا في كتاب سماه خزانة الادب وغاية الارب وله ديوان شعر ومصنفات اخرى اشهرها ثمرات الاوراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>