يا من هو في الوغى لنا ملاذ ... يا من هو ذو الفقار باصطدام
أهتم بجري ما اقتضاه الحال ... والدهر يقول حبذا من عام
قد كان له الأوان بانتظار ... كي يوفي مرتجيه في الذمام
ما قيل لنا الأمور بارتهان ... تنفك أذن بجرية الأقلام
ما طال لنا السكوت مع ملال ... أغنى لنا عن إطالة الكلام
نرجو نظراً بأيمن الأوقات ... كي تبرا لنا مكالم الآلام
ندعو له كي يدوم لا يزال ... يطفي به عنا سورة الظلام
نسأل له أن يصيب ما يروم ... ينجا به من إزاحة الأقلام
يحفظه لنا الإله مع نجليه ... تصفو لهما نجابة الأفهام
ندعو لهما زيادة في العمر ... مع نيلهما مراتب الإكرام
ومنها في ختامها:
نقرى بدر سنا له دعاء ... نتلو به في بداية وفي اختتام (١)
مع هذا النثر
المعروض لدى الساحة العلية، والمنهي إلى الباحة السنية البهية. هو انه بينما كنا مترقبين للتلطف والأخبار، وننتظر مع كثرة الملال للتعطف والانسرار، ومتوقعاً لحلول الشفعة والاعتبار. إذ نسمت نسمة على خلاف المعتاد، بحيث اهتم لنا من سمعها في أقصى البلاد. فاعتقدنا إنها غاية الادبار، وبتلاء لنا من الملك الجبار، وجزمنا بأنها متتبعة للأنعام التام، ومستجلبة لوفور اليسر بلا كلام مستشهداً بالكلام القديم من الملك العلام، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، حيث أنزلها على رسوله امتنانا وبشرا. لا سيما