للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ وردت لنا الأخبار، بانحصار الأمور فيمن كانت له بالانتظار والذي افتخارنا بالانتساب إليه، وتوقيرنا نشا من وقوفنا إليه. فوجب على كل من سمع أن يقول الحمد لله إذ هو نعمة عظمى على الملة الإسلامية والأمة. فحمدنا الله تعالى وحصل لنا السرور، وايقنا بفوزنا ونيل الحضور. فالموجود والمتوقع، والمسئول والمتضرع، أن يقرن ما عرضناه بالعفو والقبول، ويدرج ما اغتثنا به في شدة المصائب لدين الأصول. إذ هو بناء على ما اعتدنا إليه عليه من التلطف والإحسان، واجترأنا عليه من كثرة أخذه بأيدينا من أول الزمان. لا زال للمستغيثين معينا، وللملهوفين ظهيرا ونصيرا ومعينا.

وله رحمه الله في هذه التهنية:

كفاني منك نيلا في ارتقاكا ... مراتب قد ورثت بها أباكا (١)

فطوبى للزمان وطيب عيش ... خصوصاً إذ نصبت به لواكا (٢)

وبشرى للأمور بنيل حق ... وعدل فيه مقتفياً أخاكا

وقرت أعين من كل خير ... أديب كامل يرجو حماكا

لقد هنيت بالعلياء طراً ... فكيف ولا يليق بها سواكا

وطابت نفس من ترجو علوا ... ويثني عزمه نحو ابتغاكا

فها هو حاصل من غير مطل ... ولا نكد يشوب ولا جفاكا

فمهما تبذل الآراء جهداً ... فما بلغت مآرب في ثناكا

فنالت اثر ظلمتها ضياء ... أنارته المطالع من لقاكا


(١) كتبت هذه القصيدة في الاصل خالية من الف الاطلاق.
(٢) في ب: فطوبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>