للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا زالت بك الأيام تزهو ... وتوري ما توارى من سناكا

فتذهب عن قلوب ما اعتراها ... وتصفو للتمحص في دعاكا

متى ما قد دهدتني نائبات ... فما لي ملجأ إلا علاكا

فللضراء جمعا أنت ذخر ... مجيب كل مضطر دعاكا

فضاق الصدر مني من بلاء ... لعلي قبل موتي أن أراكا

لتجبر كل منكسري وتبري ... جراحاتي فيا أهلا لذاكا

فلا العافون خاب لهم سؤال ... ولا الراجون شذ لهم نداكا

كذاهم في الدعا أبداً ونرجو ... بان الله يبقيكم لذاكا

والقصيدة هذه منسوجة على عروض قصيدة القاضي الأرجاني (١) التي مطلعها:

عدتك الحادثات إلى عداكا ... فما للناس معنى ما عداكا (٢)

ولا برح المصادق والمعادي ... إذا ما ناب نائبة فداكا

فأنت سننت للناس المعالي ... وإن لم يبلغوا فيها مداكا

إذا نظر الملوك إليك يوما ... رأوك لأمر ملكهم ملاكا

فإن يك ملكهم أمسى سماء ... فرأيك لم يزل فيهم سماكا

خلقت من العلى والمجد حتى ... تضمنت الفضائل بردتاكا

فلو كان العلى والمجد شخصا ... يراه الناظرون لكنت ذاكا


(١) هو ابو بكر ناصح الدين أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي. ولي القضاء بتستر، وعسكر مكرم، واشتغل بالتدريس في نظامية اصبهان، وهو شاعر جيد الشعر رقيقه له ديوان مطبوع. توفي سنة اربع واربعين وخمسمائة. المنتظم ١/ ١٣٩ ووفيات الاعيان ١/ ١٤٩ ومعاهد التنصيص ٢/ ٥.
والاعلام ١/ ٢٠٩. ومعجم المطبوعات العربية ص ٤٢٤
(٢) كتب هذه القصيدة في الاصل خالية من الف الاطلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>