للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها يقول:

أحن إلى السرى وعلي قيد ... من التعويق يمنعني الحراكا (١)

فحل عقال نضو من رجان ... يسر بي من دياركم ابتراكا

فلا زال الزمان بكل حال ... يطيعك صرفه فيمن عصاكا

رأيتك في يد الإقبال سيفا ... فلو سامتك كف ما انتضاكا (٢)

ولا لقاك من ترجوه يأسا ... فانك لست تؤيس من رجاكا

وهذا نثر صاحب الترجمة مع قصيدة.

لقد رضت فكري لكي آتي بما يليق، بتهنية من هو بالتبجيل حقيق. فإذا الطبع مني قد أنكد، ونار الفكر قد انخمد. لما ألاقي من النوائب، وأقاسي من المصائب. وطالما بقيت في وادي التحير، وبان بين الإخوان مابي من التغير. زعما باني قد نسيت ومن صفحة الخاطر قد محيت. فإذا الفطانة أزعجتني، والدراية أيقظتني (٣) بأن الغيرة المصطفوية، والأخلاق المحمدية، هل تبقيك في محن البلية. أما علمت بأن الإعانة مقتضاها، والأخذ بالأيدي مبتداها ومنتهاها. فتجرأ بأن يغوص في بحر معانيه، ويفوز في ساحة معاليه. فربما يغترف نبذة من لآلئه، ويقتطف قبضة من روضة مدائنه. فإذا القعر فيه عميق لا يدرك غوره، والمكان سحيق لا يقطف نوره. فاقتطفنا من الساحل ما هو اللائق، وأخذنا من الباحة ما هو الرائق. عسى أن يصير باعثا للشفقة والحمية، لدى ذي البهجة السنية، لا زالت


(١) في الاصل: العراك.
(٢) في الاصل: كف من انتضاكا والصواب ما اثبتناه
(٣) في الاصول ايقضتني.

<<  <  ج: ص:  >  >>