للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو القاسم، في مثل هذا اليوم الذي هو للأعياد مواسم.

ويوم ظللنا والمنى تحت ظله ... تدار علينا بالسعادة أفلاك

بروض سقته الجاشرية مزنة ... لها صارم من لامع البرق بتاك (١)

توسد بالصهباء اضغاث آسه ... كانا على خضر الأرائك أملاك

وقد نظمتنا للرضى راحة الهوى ... فنحن اللآلي والمودات أسلاك

تطاعننا فيه ثدي نواهد ... نهدن لحربي والسنور أنباك (٢)

وتجلى لنا فيه وجوه نواعم ... يخلن بدوراً والغدائر أحلاك

مضت أيامنا على هذا الحال ... من غير ريب واختلال. تهزا (٣)

بالربيع وأنواره، والرياض وأزهاره. ونحن الآن، على ما كنت وكان وكيف لا وهو الأديب الذي ليس فيه شك، والمتودد الذي لم يطر على خلوصه فك. له في الطب والأدب أبواب، لم يكن لغيره إلى تلك الدور دخول ولا إلى تلك المعالم انسياب. له من النظم ما هو كالعقود والجوهر، ومن النثر ما هو في المذاق كالسكر المكرر.

قد أثبت منه ما يستحلى، وإلى أهل الأدب من عطارد يستملى.

فمن هطل ذلك السحاب، قوله لما سمع بجمع هذا الكتاب وهو:

لله روض نضير جل عن شبه ... قد حاز منتخب الآداب والكتب

مستظرف لجميع الفضل مشتمل ... على غريب بديع النظم والأدب

قد ضم أبكار أشعار محاسنها ... قد أخجلت قاصرات الطرف من عرب


(١) في الاصول الجاشنية وهو خطأ وصوابه الجاشرية وهو شرب يكون مع الصبح وبتاك قاطع من بتك اي قطع
(٢) السنور: لبوس كالدروع، وانباك جمع نبكة وهو التل الصغير
(٣) في الاصول تهزءوا

<<  <  ج: ص:  >  >>