للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجرد من أغماده كل مرهف ... إذا ما انتضته الكف عاد يسيل

فهو الآن زعيم فتية الأدب، الذي بهر بأدبه جهابذة العرب.

فجاء من النظم بالسحر الحلال، ومن النثر بالعقود واللال. فنظمه ماء الغمام، وسجع الحمام. وشقايق الرياض، وشباك الحياض.

كالنور أو كالسحر أو كالدر أو ... كالوشي أو كالبدر حين يلوح

فهو ملهج لسان البيان، وانسان عين الزمان. الذي نبت في روض المعارف، وكان من الأدب مكان السواد من السوالف.

فنظمه أحلى من العسل، وأرشق من سهام المقل حقيق بالقبول وخليق، وهو الصهباء في الحقيقة والرحيق. يجري مجرى الروح في البدن، والنوم في العين والرقود في الوسن. ويرق عن الماء ويسمو على قطر السماء.

وماء على الرضراض يجري كأنه ... صفائح تبر قد سكن الجداولا

له في كل واد مقال، وفي كل نزال نصال. روى، ولكل ظريف حوى. صنف، وبكل بليغ شنف. صنف بالأدب


- وعلمه في النحو والبيان والعلوم الاخرى. وانه في مطلع عمره ركب شبابه وانصرف الى ارتشاف كئوس المسرة. فالايام كلها له جمع والليالي كلها قدر والوقت كله سحر والفصول ربيع. الى ان اعترته علة اكمنته في داره فانقطع عن السعي في مناكب الارض. وهو في ترجمته لنفسه ساخط على الدنيا والناس تنبعث المرارة من الفاظه ويفوح السخط من معانيه. فيقول مثلا «على اننا وان اظهرنا التأسف بين الناس على ما فاتنا منها. نحمد الله تعالى في كلى يوم الف مرة. على اجتنابنا عنهم وعنها. والله ما في الوجود شيء تأسى على فقده العيون، التقتنا بوجه وقيح فالتقيناها بنفس قوية، وهمة عن ادناس الناس علية .... وقد استغاث قبلي الفاضل الارجاني من الزمان الخائن الجاني وذلك لانه عرف حال مودة الناس كما قال ابو العلاء المعري.
جربت دهري واهاليه فما تركت ... لي التجارب في ود امرئ غرضا
وترجم له عثمان الحيائي الجليلي في كتاب الحجة فيمن زاد على ابن حجة. والقس صائغ في تاريخ الموصل ٢/ ١٧٦، والعزاوي في تاريخ الادب العربي في العراق (٢/ ٢١٣، ٢٧٨، ٢٧٩) والف محمد رءوف الغلامي كتابا عنه سماه «العلم السامي في ترجمة الشيخ محمد الغلامي»

<<  <  ج: ص:  >  >>