للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمامة ووسم في جبهة الأيام شامة.

وكل فضل طواه الدهر مذ ظهرت ... آيات أبياته من سالف الحقب

حذا فيها حذو الريحانة، ولم يبق من مكتوم البيان شيء حتى أبانه. جمع فيها رجالا وأي رجال، لم يأت لهم الدهر بمثال.

«ومجلس الأنس محفوف بأكياس».

فهي شمامة الكمال، المستهزئة بعقود اللال. أبدع فيها، وأودع الفضل في مكنون خوافيها. رقى إلى أوج الشرف، وملك أنواع اللطائف والظرف. فبرع في القريض سرا وجهرا، وقلب دفاتر الكمالات بطنا وظهرا. وقد وقدت ناره، ودلت عليه آثاره «إن القليل على الكثير دليل».

قد أقام نهاره وليله، يجر على المجرة ذيله. عطس من الأنفة بأنف شامخ، وعلا على عطارد بكمال راسخ. وشرف باذخ، جمع لكل نبيل، وهو في الكمال كما قيل.

أديب له جل المكارم ثابت ... لبيب له في المكرمات مناقب

فكتابه الروض الزاهر، والبدر الباهر. والغمام القاطر، وشحه بالفضائل واستوفاه، ووكل أمره إلى الكمال حتى استكفاه. فكتابه روض كمال تشعبت أنواره، وجدول معال اعتدلت أسطاره.

وقد جمعت سوسانها في خدودها ... رواضع إلا أنهن حوامل

وقد شربت ماء الغمامة فانثنت ... كما يتثنى الشارب المتحابل

فها هو الآن، منتهى البيان، المطاول لسحبان، والمستهزئ بالفتح بن خاقان، على قلائد العقيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>