للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هى الدار دار المالكية فاسقها ... من الدمع أمثال الجمان المبدد

سقى الله أهليها العهاد وإن هم ... مدى الدهر لم يرعوا عهودي ومعهدي

وعذراء أمسى الغصن يحسد قدها ... هضيم الحشا حسانة المتجرد

ممنعة تفتر عن صبح مبسم ... شتيت كنظم اللؤلؤ المتسرد

نعمت بها والعيش إذ ذاك ريق ... بدارة أنسى لا ببرقة ثهمد

ومن مديحها:

أبا حسن ليث الشرى ذلك الذي ... متى يتوعد مقلة الدهر تسهد

هو السهم إلا أنه غير طائش ... هو السيف إلا أنه غير مغمد

هو القطر إلا أنه غير ناضب ... هو البحر إلا أنه غير مزبد

هو الغيث إلا أنه إن تأججت ... لظى الحرب في يوم الوغى غير مرعد

ومن اللطائف في هذا الباب قول التنوخي (١) في الغزل:

غصن تأود فوق دعص من نقا ... ليل تبلج عن جناح مسفر (٢)

كالشمس إلا أنه متنفس ... عن مسكة متبسم عن جوهر


(١) هو ابو القاسم علي بن محمد التنوخي الانطاكي المعروف بالقاضي التنوخي. من اعيان اهل العلم والادب ولد بانطاكية سنة ثمان وسبعين ومائتين. دخل بغداد وتفقه على مذهب ابي حنيفة. تقلد القضاء واعمالا اخرى في البصرة والاهواز وواسط والكوفة وسابو وأرجان وتوفي بالبصرة سنة اثنتين واربعين وثلاثمائة. وله مؤلفات. وديوان شعر ومقصورة عارض بها مقصورة ابن دريد.
وفيات الاعيان ٣/ ٤٨ ومعجم الادباء ١٤/ ١٦٢ ويتيمة الدهر ٢/ ٣٣٦ والفوائد البهية ١٣٧ ومرآة الجنان ٢/ ٣٣٥، والنجوم الزاهرة ٣/ ٣١٠ وشذرات الذهب ٢/ ٣٦٢ والاعلام ٥/ ١٤٢ ومعاهد التنصيص ٢/ ١٢.
(٢) وفي انوار الربيع ٤/ ٩٨ ليل تبلج عن نهار مسفر ولعل الصواب عن صباح مسفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>