للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله في هذا الباب أيضا:

وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نضار

هواء ولكنه ساكن ... وماء ولكنه غير جاري

ولابن جابر الأندلسي (١):

ولم تر عيني مثل جنة خدها ... ولكن حماها اللحظ بالصارم العضب

موردة الخدين معسولة اللمى ... سوى أنها تفتر عن لؤلؤ رطب

ومن العجائب في هذا الباب قول البديع الهمداني (٢):

هو البدر إلا أنه البحر زاخر ... سوى أنه الضرغام لكنه الوبل

وهذا البيت من قصيدة كلها درر، وأضواء وغرر، أبدع فيها غاية الإبداع وقد أحببت أن أنظم فرائدها في هذا السلك وقد مدح بها خلف بن أحمد السجستاني (٣). واولها:


(١) هو ابو عبد الله شمس الدين محمد بن احمد بن علي بن جابر الاندلسي المالكي الضرير شاعر عالم بالعربية صحبه الى مصر احمد بن يوسف الغرناطي الرعيني فكان ابن جابر يؤلف وينظم والرعيني يكتب، واشتهرا بالاعمى والبصير. ثم دخلا الشام فاقاما بدمشق وتحولا الى حلب وتزوج ابن جابر فافترقا وتوفي ابن جابر سنة ثمانين وسبعمائة. ومن كتبه «شرح الفية ابن مالك» و «شرح الفية ابن معطى وبديعية تسمى «بديعيه العميان» طبعت غير مرة. ترجمته في بغية الوعاة ١/ ٢٤ وشذرات الذهب ٦/ ٢٦٨ ومفتاح السعادة ١/ ١٥٦ والنجوم الزاهرة ١١/ ١٩٢ والدرر الكامنة ٣/ ٣٣٩ ونكت الهيمان ٢٤٤ وكشف الظنون ١٥٢، ١٥٥ وبروكلمان ٢/ ١٤ وتكملته ٢/ ٦ ونفح الطيب ٣/ ٤١٨ والاعلام ٦/ ٢٢٥ ومعجم المطبوعات العربية ص ٦٠.
(٢) انظر حاشية ص. ١٥٢
(٣) هو خلف بن احمد من بني يعقوب بن الليث الصفار امير سجستان وينسب اليها فيقال السجزي والسجستاني. نشأ بها في بيت الامارة. وتولى سجستان مستقلا سنة خمسين وثلاثمائة ونزل عن الامارة مكرها الى ابنه طاهر سنة تسعين وثلاثمائة وتوفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة انظر الكامل لابن الاثير ٨/ ٩ والاعلام ٢/ ٣٥٧ وفيه مصادر اخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>