مصارعي البيت من نظمه، ثم يعيدها أو ما تصرف منها في المصراع الثاني. وهذا هو الفارق بينه وبين الترديد. فان الترديد لا بد فيه من إعادة اللفظ بعينه مردوداً، ولم يشترط ذلك هنا. وإنما سمي هذا النوع تعطفا لأن كلا من مصراعي البيت منعطف على الآخر باللفظة الموجودة في كل منهما.
فمما جاء من ذلك قول المتنبي:
فساق إلي العرف غير مكدر ... وسقت إليه المدح غير مذمم
ومنها السميط:
مواطر مطرت بالفضل قد قطرت ... الدهر قد سطرت منها الفخار سمى
وهو جعل البيت على أربع سجعات، ثلاث منها متجددة والرابعة موافقة للقافية. منه قول الحريري:
معادن الجود في يوم العطاء وكم ... ملوه للضيف إذ حر الهجير حمى
هو أن يأتي المتكلم بلفظ مشترك بين معنيين أو معان فيستعمل ظاهر اللفظ في أحد معنييه أو معانيه ويعيد عليه ضميرا واكثر بغير ذلك المعنى الذي استعمل الظاهر فيه. وهذا هو الفارق بينه وبين التورية. فان المشترك إذا لزم استعماله في مفهومية معا فهو الاستخدام. وإذا لزم أحد مفهومية في الظاهر، ولمح الآخر في الباطن فهو التورية، كما صرح به الصلاح الصفدي في فض