فإن لفظ نباتي مشترك في السكر وابن نباتة الشاعر، وقد وقع متوسطا بين الريق وحلاوته وبين النظم والدر والعقد، فأخذ أحد مفهومه وهو السكر بلفظ الريق والحلاوة واستخدم المفهوم الثاني بالقرينة في النظم والدر والعقد.
ومنها التورية:
منهم لنا حكم نرضى به أبداً ... إذا غدت تلعب الأنذال بالحكم
وهو أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان: أحدهما قريب والأخر بعيد، ويوري عندها بمعنى القريب فيتوهم السامع إرادة المعنى القريب. كقول علي رضي الله عنه في الأشعث بن قيس:
وهذا كان أبوه ينسج الشمال باليمين. لأن قيسا كان يحوك الشمال التي واحدتها شملة، وأراد سيدنا علي رضي الله عنه انه كان يحوك الشمال وروى عنه ذلك بما أوهم إنها مقابل اليمين بذكر عقبها.
وقول عمرو بن كلثوم في معلقته وقيل أنه أول من كشف غطاء هذا النوع، وهو:
مشعشعة كان الخمر فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا
كانت العرب تسخن الماء في الشتاء لشدة برده، ثم يمزجونه بالخمرة. والتورية في قوله سخينا، لأن الظاهر في قوله انه صفة لموصوف محذوف تقديره اصطبحنا شرابا سخينا، والمراد المعنى
(١) انظر ترجمة الصفدي في حاشية ص ١٠٥. واسم الكتاب فض الختام عن التورية والاستخدام.