فيا من حفظت العهد فيهم وضيعوا ... تخذتكم درعا حصينا لتمنعوا
سهام العدى عني فكنتم نصالها ... رعيت الوفا فيكم بعين نبيهة
وكم صنتكم عن كل ذات سفيهة ... بنفس لنا عن كل غش نزيهة
وكنت أرجيكم ليوم كريهة ... إذا فارقت كف اليمين شمالها
أأصحابنا عنا الجميل أبنتم ... رعيت لكم عهداً قديماً وخنتم
فيا مدعين العدل فيما سننتم ... تعالوا إلى الإنصاف نحن وأنتم
وخلوا العدى ترمي علي نبالها ... خصائلكم أملتها برد نسمة
على كبدي جاءت عواصف نقمة ... فيا من رجوناهم لكل مهمة
إذا لم تكونوا لي لدفع ملمة ... فكونوا كنفس لا عليها ولا لها
ولما شاعت معاطاة أولي النفوس الأبيات، تخميس هذه الأبيات، أرسلت إلى الغلامي محمد (١) هذا الأديب المذكور بأن ينظم أبياتا في مدح حضرة أمين باشا المشار إليه فنسج على منوالها واستهزأ بعقود على لآلئها وهي:
صحبت أناساً فاختبرت رجالها ... أتحسن بالصنع الجميل فعالها
فكانوا علينا ليلة ذات حندس ... أبى الله إلا أن أكون هلالها
أأصحابنا لا كنتم الشمس بهجة ... وعارضكم بدري أحال كمالها
وأظهر في عين الكمال كسوفها ... وقاربها ظهري فأبدى زوالها
تخذتكم روحاً لتسكين فتنة ... من الدهر تغشاها فكنتم جدالها
(١) مرت ترجمته في حاشية ص ٤٣٠