للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له بالذكاء والفهم بالحال، وجرت مداعباتهم على هذا القبيل والمنوال. فكان يتأسف الوالد على فقده إذ مات شاب وفات هباب (١)، وغابت شمس فضله في التراب.

فمن منظوم نظمه قوله يمدح قاضي العسكر يحيى بقصيدة وهي:

كيف حال امرئ (٢) يبات شجيا ... ساهر الطرف لا يزال بكيا (٣)

مولع القلب ليس ينفك يملي ... صحف البين بكرة وعشيا

كلما هبت الصبا من أقاصي ... شعب حدبائه تزايد غيا

وتردى برد السقام وأضحى ... شوقه في طوى الضلوع وريا

وتلافى بعد الديار فنادى ... ربه في الدجى نداءً خفيا (٤)

كيف أنسى من أرضعتني أفا ... ويق اغتباط وكان بالي رخيا

وطني موئلي قرارة صفوي ... دار أنسي ما بت فيها شقيا (٥)

كل يوم لي اجتلاء جديد ... في رباها وناظري يتحيا

بين ورد ونرجس وأقاح ... وصحاب بيض الوفا والمحيا

فسقى الله ساحة الجوسق ال ... فرد من الديمة المسحة ريا (٦)

كم ليال مرت بها ذات أنس ... حادث الدهر كان عنه غبيا

زمن قد سحبنا فيه فضول ال ... عيش بالأنس لا نخاف غويا (٧)


(١) كذا في الاصلين وصوابه شابا، وهبابا ولكنه التزم الخطأ لتستقيم له السجعة.
(٢) في الاصلين: امرء.
(٣) في الاصل: لم يزال.
(٤) في الاصلين: في الدجا.
(٥) في الاصل: مؤلي.
(٦) في الأصلين: المسيحة.
(٧) في الاصلين: فصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>