للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سروا سحراً مستأنسين بربعهم ... بكل لئيم في حسام مهند

لسبي البنات الراتعات بدارهم ... وجردت سيفاً كان غير مجرد

فثاروا علينا واستحاطوا بسورنا ... فأيقنت الأطفال بالسبي في غد

فنادت ذوات الخدر أين ملوكنا ... وأين الوزير الشهم أحسن منجد

فنادى حسين اصبروا وتمكنوا ... ونادى مراد كالصفيح المصمد

«أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحية المتوقد» (١)

وقال أمين يا ابن أمي لم نكن ... نرى مثل هذا اليوم في كل مشهد

دع القيل عنا واغتنم سمعة لنا ... فها أنا في الهيجاء أكرم مرفد

فأضحت بنو الأعجام في كل فدفد ... تعول وتنعى من دماء مبدد

فكانوا طعوم الوحش تحت حسامهم ... مفلين عقد الخيل بعد تمرد

ولما رأى السلطان أن أمينه ... أمين الندى عند اللقا والتردد

حسيب كريم كامل متكمل ... حباه بما أولاه عن عين حسدي

فدمت فريدا في الفرائد مكرماً ... لترفل في برد البهاء ومجسد (٢)

فلم يك لي إلا ببابك عزة ... فلا زلت يا خير الورى خير منجد

ولما أنجانا الله من ذلك الحصار، وأطفأ بسبب لطفه وكرمه لهيب ذلك النار، وسار حضرة المشار إليه إلى طرف الدولة العلية، بهذه البشائر السنية، والفتوحات البهية، ألبسه خادم الحرمين


(١) البيت لطرفة بن العبد من معلقته.
(٢) المجسد: المصبوغ بالزعفران والمجسد كمبرد: ثوب يلي الجسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>