للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريفين خلعة الإمارة، وأولاه بأنواع المسرات والبشارة، وأنا إذ ذاك في خدمته، مغمور في آلائه ونعمته، ورجعنا إلى الديار وقد تهيأت لمديحه الأدباء والشعراء بأبلغ الأشعار.

فمن جملة من خدم ذلك الجناب بشعره الحري، منلا علي الشهير بالحفعتري (١) بقوله:

قدم فديتك ذكر الغيد والحور ... واشرب على خد من تهوى بلا حذر

واغنم سلافة ريق راق مطعمه ... كأنه الراح فيه نشوة الصور

يريك خداً أجاد الصبغ طابعه ... لذا به قد تراءت هامة القمر

تصونه أسهم الأجفان حارسة ... من لامس فهو في صون وفي حذر

فصدغه واو عطف ليتها عطفت ... على المتيم وصلا غير مستتر

ولام عارضه للخفض قد جعلت ... كأنها لام تعليل على بشر

ونون حاجبه بي أكدت سقماً ... يا ليتها أكدت وصلا بلا غير

مذ خانني عاذ لي استحميت منه إلى ... حمى الأمين إلى أمن بلا كدر

فتى له المجد إرث والسخاء حلى ... فمن يباريه فيما نال من ظفر

طلق لقاصده عذب لوارده ... غنى لوافده غوث لذي وطر

ما أم راحته يوماً أخو أمل ... إلا ونال نوالا جاء كالمطر

أقسمت بالله إن السعد خادمه ... من سعده وبما أقسمت لم أجر

قد اقتفى في صفات والداً خضعت ... له رقاب الورى في البر والحضر

رجو من الله أن تعلو وزارته ... بين الأنام ويقفو أحسن السير

وللأديب الشريف فتح الله المولى (٢) تاريخ (٣) وتقفية، يخرج


(١) سيترجم له المؤلف.
(٢) سيترجم له المؤلف.
(٣) في الاصل تاريخا وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>