للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت قد أنشأت مناظرة بين الأزهار، ومفاخرة بين الشموع والاقمار، وختمتها باوصافه، ملمحاً فيها لبعض مكارمه وألطافه، فناسب ذكرها وهي:

بسم الله الرحمن الرحيم، حامدا ومصليا ومسلما: روي عن الحبيب، ما هو أضوع من الطيب، انه قد اختلى مع بعض العشاق، والمدام بينهم قد راق. والنجوم مزهرة، والأفاق مقمرة، والشموع مشتعلة، والزجاجة مشتغلة. والأوراق ناظرة، والأزهار ناضرة، والغصون مائلة، والمياه سائلة، والسواقي جواري، والغلمان دراري. والروض أنيق، والقهوة رحيق. والعود مطرب، والناي معرب. والنادي مزهر، والحادي مزمر.

بكلام لو أن للدهر سمعا ... مال من حسنه إلى الإصغاء

وأنا أعذب من المدام، وازهر من النجوم في حالك الظلام.

وجهي مقمر، وشمع خدي مزهر. لوني أصفى من الزجاج، وأنا أبهج من الأوراق في الابتهاج. اخجل الأزهار، وازين الروض للنظار. قدي أميل من الغصون، وأنا الماء العذب القراح حيثما أكون. لا تذكر السواقي الجواري، ولا الغلمان الدراري، عند خطوري، وإشراق مصباح نوري. ريقي أحلى من الرحيق، وأنا اطرب من العود والناي الأنيق. أسكر السامع بصوتي، وأضرب المنكر بسوطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>