للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي كف ضرغام إذا ما بسطتها ... بسوق الوغى أشري بها وأبيع

فأردت أن أوقع بينهم الخصام، في أثناء الكلام، حتى أعرف بهذه الأوصاف بين الأنام، فابتدرت بالكلام، وخاطبت المدام، وأوقدت بينهما نارا الخصام، حيث مدحته. وبالإكرام منحته.

فطرب طرب السكران، وجال وسط الفنجان، وقال:

الحمد لله الذي جعل الكرم محتدي، وإزالة الهموم مقصدي.

وفضلني على كثير من المياه، وخصني بالفضيلة بلا اشتباه، حيث وعد لي المتقين، وأثنى علي في كتابه المبين، وقال وهو اصدق القائلين، وأنهار من خمر لذة للشاربين. والصلاة والسلام، على سيد الأنام، وآله وأصحابه الكرام. وبعد فإني أحق بالمديح، وأولى بالتلميح، وأحرى بالاكرام، لدى الخواص والعوام، وقد قال الله تعالى، ومن أصدق من الله قيلا (١)، ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا (٢). فليس النجم مثلي، ولا نيله كنيلي. أنا أحسن نورا، وأزيد منه سرورا. حبابي زهرة الأحباب، وأنا زينة الأصحاب، أنا الحاضر في كل نادي، أنا المؤلف بين أصحابي وعوادي. أنا ديمة أولي الألباب، أنا داخل المجلس والنجم واقف على الباب. طالما لذ العناق بمذاقي، وانسر السرور بإشفاقي وذهب الحزن بحضوري، وزاد السرور بسروري. وكفاني في الانتساب، ما ورد في نص الكتاب. ومن ثمرات النخيل والأعناب (٣)


(١) سورة النساء، الآية: ١٢٢. وكانت في الاصل ومن أحسن.
(٢) سورة الانسان، الآية: ١٧.
(٣) سورة النحل، الآية: ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>