للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أنت يا نجم، ومؤنس الليل المدلهم. فضعيف الكون، أبيض اللون. تحرق بنارك، وتؤذي بشرارك. فقصر في الكلام، واسمع شرح حالي في النظام.

أهل حاني عودوا إلي بعود ... وأوقدوا مجمري بند وعود

واسمعوا قصتي فأعجب منها ... ما جرى بيننا من التنكيد

زعم النجم أنه لي مثيل ... أين هذا السرور في الجلمود

أنا أعلى بين الأنام وأحلى ... وكلامي مزين بعقود

أين للنجم ألفة بين قوم ... أين للنجم زينة العنقود

فلما سمع النجم الكلام، ثار للخصام. وازورت إحداقه، وتلون كالمعشوق بين عشاقه. فزمجر وهدر، وأسقط الشهب والشرر، ثم قام وابتدر، فقال وأجاد في المقال، الحمد لله محرم الحرام، الناهي (١) عن المدام، ومزهر النجوم في حالك الظلام.

الذي اقتضت حكمته تحريم الخمور، وعوض سرور الإسلام عن ذلك السرور، والصلاة والسلام، على يتيمة الأنام، وآله وأصحابه علايم الأعلام. النجوم الزواهر، والسيوف البواتر، وبعد

أما أنت أيها المدام، النجس في ملة الإسلام، قد أغلظت في الكلام (٢)، ولم تفرق بين الحلال والحرام. أما لك أدراك تدرك به ارتفاعي، وعين تريك أنواري وشعاعي. أنا سيف الله القاطع، أنا شهابه الثاقب الساطع. أنا رجوم الشياطين، أنا السامي المكين.


(١) في الاصل المنهى وهو خطأ.
(٢) في الاصول: قد اغلضت الكلام وصوابه قد اغلظت في الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>