للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما تدري أني الشهاب الثاقب، والزينة التي شهد بها العزيز الغالب. إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب (١). انا عظيم المقدار، وأنا القسم المغوار. أما قرأت الكتاب، وتلوت نصه المستطاب، والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى (٢). أنا ثاني الموحدين، أنا المزهر إلى يوم الدين. لا القمر يضاهيني، ولا النيران (٣) تعلوني، فاسمع مقالي وميز حالك عن حالي.

أيها الخمر قد أطلت ملامي ... فاترك اللوم واستمع لكلامي

ما عقول الصحاة مثل السكارى ... لا ولا يقظة بمثل منام

قد تعديت فوق ما أنت فيه ... فالزم الحد لست أهل خصام

أنا نجم فما هويت لشر ... أنا سيف السيوف عند اصطدام

فاترك العتب فالكلام كثير ... أنا ساع وأنت لست بسام

فلما سمع القمر هذا الكلام، اجتمع للخصام. وهل من أفق الغيرة وقال، سبحان الله العظيم المقال، الحمد لله الذي جعل الشمس نورا، والقمر سراجا منيرا. وقهر النجوم، بإنزالها إلى التخوم. وأصلي وأسلم على من انشق له القمر، وظهر ظهور النيرين واشتهر، وعلى آله الأقمار، وأصحابه الأخيار، ما أشرق الهلال في جميع الأمصار، وبعد.

أما أنت يا نجم، ويا صغير الحجم، فقد عرضت نفسك للبلوى، وأظهرت الحسد والشكوى. تفاخرني وأنت المهان، وتسقط من العلو إلى انزل مكان. أنا الهلال المنير، والقمر المستنير. وأنت


(١) سورة الصافات، الآية: ٦. وفي الاصول وزينا وهو خطأ.
(٢) سورة النجم، الآية: ١، ٢.
(٣) بالاصل: النيرين

<<  <  ج: ص:  >  >>