للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دع الهلال ودع أيضا الزجاج فلا ... تميل الا لحسني فالبهاء جلي

أنا السمير ونوري يستضاء به ... باللمح من خلل الأستار والكلل

فلما سمع الزجاج، هذا اللجاج، تلاطم كالبحر العجاج.

وقال: هذه ليست أول قارورة كسرت في الإسلام، وأول كسر وقع في الزجاج بين الأنام. ثم علا على يد الساقي، وقد بلغت الروح التراقي، فحمد الله وأثنى عليه، وأظهر ما أكن من الخصام لديه، وقال الحمد لله الذي قصر الحسن علي، والملاحة مني وإلي. وأصلي وأسلم على خير ولد آدم، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، المتأدبين بآدابه.

وأما بعد أيها الشمع قد أطلت اللجاجة، لست كالبدر لا ولا كزجاجة أين لك هذا الصفاء، والألفة بين الإخاء، أما تلوت الكتاب القديم، والكلام الفضيل الجسيم. وسمعت المدح المشهور في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور (١). فإن لم تلزم حدك، لأغمدن فيك سيف جدك. الأوراق تحسدني، والأزهار تغبطني. أنا مرآة الزمان، ومحسود كل إنسان. فاسمع كلامي، ودع ملامي.

وانشد مقالي، ولا تبالي.

أيها الشمع قد أطلت الملامة ... فاترك اللوم قبل نيل الندامة


(١) سورة النور، الآية: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>