للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين صفو الزجاج وقت ابتهاج ... عند صفو الشموع وقت المدامة

لا ولا الزهر مثله في صفاء ... بل ولا الروض مثله في الزعامة

بل ولا الماء حسنه مذ تبدى ... في سماء إليها وسيل الغمامة

فأنا سيد وقدري عظيم ... كامل قابل عظيم الجهامة

فهنالك، عظمت المهالك. فلا ترى إلا بحرا مسجورا، وورقا منثورا، وأزهارا مزهرة، ورياضا مقمرة. وغصونا مايلة، ومياها سائلة. وسواقي جواري، وغلمانا دراري. كل (١) ينادي بالثبور، وينثر المنثور. ويروم النزال، لرمي النصال. فيا لها من وقعة ظريفة، ونوبة شريفة فلم يكن بد (٢) من المشورة، والنادي قد انتثر فيه مسك وعنبر (٣). فانطبقت آراؤهم على ترئيس الماء، المشاكل للسماء، لحدة لسانه، وكثرة أعوانه، فقال من غير روية:

الحمد لله خالق البرية، الذي تنشر القلوب بذكره بعد الطي، القائل وجعلنا من الماء كل شيء حي (٤). رافع السماء، الذي كان عرشه على الماء (٥). مجري البحار، ومنور الأزهار. والصلاة والسلام على سيد الأنام، ومصباح الظلام، محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، ما تلون الربيع للنظار، وبعد:

فأنت يا زجاج، ويا لون العجاج، ويا كثير اللجاج، بأي شيء تفاخر، وما عندك شيء من المفاخر. بلونك الصافي، أم


(١) في الاصول: كلا.
(٢) في الاصول بد.
(٣) في الاصول: مسكا وعنبرا.
(٤) سورة الانبياء، الآية: ٣٠.
(٥) سورة هود، الآية: ٧ وكان عرشه.

<<  <  ج: ص:  >  >>