وأنت مثير الوجد بين أضالعي ... وأفنيت صبري منذ نفيت رقادي
أهيم أكتآبا ثم أطرب صابيا ... اذا ماحدا حاد ورنم شادي
وحبك ألقى النار بين جوانحي ... وحكم مني لوعتي وسهادي
وأوريت جمراً في حشاي وحرقة ... بقدح وداد لا بقدح زناد
خليلي كفا عني العذل واعلما ... بأني عبيد صادق بودادي
وأني أسير طائع لأحبتي ... وأن غرامي آخذ بقيادي
ولذة ذكري للعقيق وأهله ... وتذكار أوقات الهنا بجياد
وذكري ووردي من مياه يلملم ... كلذة برد الماء في فم صادي
طربنا بتعريض العذول بذكركم ... كما طربت أقلامنا للحادي (كذا) (١)
عسى نجتمع يوماً كلانا برامة ... فنحن بواد والعذول بوادي
وقد شطره الحبر الفريد، والأديب الوحيد، قطب فلك العراق، وعلامتها الذي في الأدب لا يطاق. السيد نصر الله المشهدي الحسيني رحمه الله.
إليك إشاراتي وأنت مرادي ... إذا قلت برق بالأبيرق بادي
وإن ذكرت لبنى فأنت لبانتي ... وإياك أعني عند ذكر سعاد
وأنت مثير الوجد بين أضالعي ... إذا ما نسيم هب غب غوادي
وأهتز من صهباء ذكرك نشوة ... اذا ماحدا حاد ورنم شادي
وحبك ألقى النار بين جوانحي ... وأجرى من العينين سيل عهاد
وفي طور قلبي أنت ألهبت شعلة ... بقدح وداد لا بقدح زناد
خليلي كفا عني العذل واعلما ... بأن ضلال الحب عين رشادي
فلا تعجبا إن كان شوقي سائقاً ... وأن غرامي آخذ بقيادي
(١) سكن الفعل نجتمع. وهو خطأ وحكمه الرفع