للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيوت البلاغة من أبوابها، والواصل معالم الفصاحة من رحابها.

تسلق إلى طرق المعارف وسلكها، والتقط درر فرائد المعالي وسلكها وعرف طرق الكمال فدخلها وجاز، وساغت له حقيقة الفضل والمجاز.

إذا سار كف اللحظ عن كل منظر سواه وغض الطرف عن كل مسمع روى قصائد المعالي بأرجازها، واطلع أتم الاطلاع على اطالتها


- ومن شعر الشيخ عبد الله المنظومة المشهورة في الاشكال المنطقية، شهرتها تغني عن ذكرها. انتهى.
غير ان ياسين العمري ذكر في كتابه عنوان الشرف ابنه الملا ياسين وقال عنه: ملا ياسين ابن ملا عبد الله المدرس الموصلي فقيه الزمان شافعي المذهب توفي سنة خمس عشرة ومائتين وألف.
ومن أولاده أيضا الشيخ عبد الغفور الكردي بن الشيخ عبد الله الربتكي المدرس. ذكره عباس العزاوي في كتابه «تاريخ الأدب العربي في العراق ٢: ١٤٦».
وكان الشيخ عبد الله الربتكي يدرس في مسجد قريب الى داره، واشتهر به المسجد، فصار يعرف بمسجد المدرس. ودرس به بعده ابنه ياسين، وعرف به أيضا فسمي مسجد ملا ياسين (انظر مجموع الكتابات لنقولا سيوفي ص ٢٦).
وترجم للشيخ عبد الله المدرس صاحب منية الأدباء ص ٣٥ ترجمة لا تخرج عما ذكرنا. وترجم لعبد الله المدرس المرادي في سلك الدرر ٣: ١١٧ فقال: «عبد الله المدرس الموصلي شيخ الموصل بلا مدافع ولا ممانع. الشيخ الفاضل العامل. ولد في حدود سنة ستين وألف، واشتغل بطلب العلم حتى صار آية من آيات الله بالعلم والعمل، وأخذ عنه أكثر علماء الموصل كالمولى السيد موسى، والسيد يحيى المفتي، والسيد حمد الجميلي وغيرهم.
وفضله اشهر من ان يذكر. وكان متحاشيا عن معاشرة الحكام ومجانبا للظلام (يريد الظلمة جمع ظالم). ودخل لدار السلطنة العلية ثم رجع وحج الى بيت الله الحرام سنة سبع واربعين ومائة والف. وترجمه صاحب الروض (ونقل عنه من اول ترجمته الى قوله وساغت له حقيقة الفضل والمجاز).
وترجمه محمد امين الموصلي ايضا وقال: احد اركان العلوم. ووحيد الوقت بطريق المنطوق والمفهوم عالم هذه الاماكن، وتحرير هذه المساكن، قدوة اقرانه وعلامة زمانه، قامع الجهل بفضله قاشع الاشكال بذكره وفهمه. طرز حلل العلماء بفضائله وعلمه، وفتق الادب بنسمات شمائله. حرست سماء مجده اذ رجمت شياطين المعضلات بشرر افكاره، وانجلت ظلمات البلادة بما افاض على المستفيد من انواره.
وتضعضعت اركان الجهالة بما القى عليها من مناكب انظاره. ومن لطيف آثاره هذه المنظومة في الاشكال الاربعة (وذكر منها الأربعة عشر بيتا الاول التي ذكرها صاحب الروض) وقال هي طويلة اختصرتها خوف الاطالة. وله غير ذلك من الاشعار. وكانت وفاته سنة تسع وخمسين ومائة والف. ودفن بالموصل رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>