للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب إلي أبياتا في الجواب، وهي على نهج الصواب. فأقام بها وأقعد، واعجز بها عن الحل والعقد. وهي:

ومن شيمي أني إذا المرء ملني ... وأظهر إعراضا ومال إلى الهجر

أطلت له فيما يحب عنانه ... وتاركته في حسن ستر وفي سر

فإن عاد في ودي رجعت لوده ... وان لم يعد ألغيت ذاك إلى الحشر

وأردفها بعقود أخر، تسمو على الدرر. وهي:

ما ودني أحد إلا بذلت له ... صافي المودة حتى آخر الأبد

ولا قلاني وأن كنت المحب له ... الا دعوت له الرحمن بالرشد

ولائتمنت على سر فبحت به ... ولا مددت إلى غير الجميل يدي

ولا أقول نعم يوما فاتبعها ... منا ولو ذهبت بالمال والولد

وبالمناسبة أرسل إلى المرحوم مراد باشا (١).

ولم يك قطع الكتب مني ملالة ... وحاشا لمثلي أن يقال ملول

ولكن رزايا قد علت ومصائب ... ألمت وشرح الحادثات يطول

وعلى كل حال

فلو لم أسل القلب منكم بنظرة ... وأطمعه في قربكم مت من قرب

وما عشت بعد اليوم الا لأنني ... اذا اشتقت رؤياكم نظرت الى قلبي

نعم ديدني بعد وردي

أسائل عن أخباركم فيسرني ... سماعي بما أرجوه فيكم وأطلب

إذا كنتما في نعمة وسعادة ... فما أنا الا فيهما أتقلب


(١) مراد باشا ابن الحاج حسين باشا الجليلي توفي في حياة والده.

<<  <  ج: ص:  >  >>