الجديد أن ثوبه القشيب، وذوي عمره الزاهر الرطيب. عامله الله بما يرضيه، ومنحه من فضله بكل ما يقتضيه.
كان رحمه الله ينسر بالكمال وذويه، ويميل إلى الجمال ومن يحويه. ملازما لهذا الحال. ممتثلا لقوله أن الله جميل يحب الجمال.
وحشي لم يألف لأحد، ولم يذق طعم الغبطة والحسد. وهو بالتقى معروف، وبالزهد والصلاح موصوف. أمة بكتب القوم، لم يصغ في ذلك إلى العتب واللوم. وللقرابة بيننا كان يأتينا، ولمعالم ادبه يهدينا. وكان ينسر بحديثي وكلامي. وأنا إذ ذاك شاب لم ابلغ من الأدب إلى مرامي.
وكان كثيرا ما يتعاطى علم الغزل والمعمى وهو فيهم الواحد الذي عن غيره أصم أو أعمى.
وله في الأدب فصول، تعيي الفحول، وتذهل العقول، وقد أثبت منه ما هو الشهد. والسكر المكرر والقند. فمن قريضه، وطويل نظمه وعريضه، قوله:
يا قلب كرر مدح ذي النعماء ... بحر النوال ومفخر الكرماء
فحل الرجال ومعدن الافضال وال ... مأمول للآمال والآلاء
لو كان حيا حاتم لسعى إلى ... هذا الجناب كأفقر الفقراء
سعد السعود الباذل الموجود وال ... مقصود في السراء والضراء
أسد الأسود موصل المكمود لل ... مقصود والمعدود في الفضلاء
ذو الجاه سعد الله مولانا ومن ... هو من عطاء الله للضعفاء
ما خاب قط مؤمل جدواه من ... أحد من القرباء والغرباء
لا يستطيع الحصر مداح له ... مهما أرادوا المدح باستقصاء