للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدرر. فكم له من برود معارف نسجتها يد الفكر. وطيلسانات لطائف أظهر بوشيها العبر، تاهت برائق نسجها العقول. لو تصدى لنعتها ووصفها لسان بليغ لاعتراه فلول.

أنى تضاهيه فرسان الكلام ومن ... غباره في هواديهن ما نفضوا

جرت على مستو من طبعه كلم ... هي المشارب لكن ما لها فرض

كأن منشدها نشوان من طرب ... أو بلبل بسقيط الطل ينتفض

فمعجز نظمه من دلائل المتنبي وآياته. وحلاوة نثره أحلى في المذاق من نثر ابن نباتة (١) وأبياته. فكماله كمال الكمال، وهو في أعلى مقام من المعال.

وزر البلاغة حين يعضل حادث ... وشهابها في المكرمات الواقد

فهو الناظم لعقود الأدب، والراقم لبرود القريض والأرب.

فمقامه من البلاغة السماك، ومحله من الفصاحة هامة الأفلاك.

حسن النثر وروقه، ورصف الشعر وفوقه، فنظمه ارق من النسيم العليل، وآنق من الروض الزاهر البليل.

أحلى وأجلى للفؤاد من المنى ... وألذ من ريق الأحبة في الفم

فهو صاحب الأدب المنساب، والكمال الذي لا يعاب، والمالك لأعنة البيان والفائق على وائل سحبان. حلو السبك والمساق، بديع التلفيق والاتساق. رائق النظم والإنشاء، المتصرف في فنون الإبداع كيف يشاء.


(١) يقصد عبد الرحيم بن محمد بن نباتة مرت ترجمته في حاشية ص ٣٣٦ ج ١

<<  <  ج: ص:  >  >>