للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مد باعه في ميدان الإعجاز، وأرخص متاع المجاز في سوق الإطناب والإيجاز. فهو في البلاغة الحسن، المخلوع الرسن.

العابث في وهاد القريض، والمقتطف من أزهاره السائغ المريض.

فكم بليغ أنشاه، وكم سحر فصيح أفشاه، وكم برد في الأدب زينه ووشاه.

فهو قبلة الأدب، وحجة لسان العرب. الموصوف بالفصاحة، والمنعوت بالرجاحة، ناظم الشعر البليغ، وناثر الكلام العذب المسيغ، واحد الأدب وإمامه، وسيد النظم وهمامه، وأسد الإبداع وضرغامه.

له من النظم ما يشاكل النور، ويصلح أن يكون قلادة لجيد الحور. قد أثبت منه الزاهد المنير، والواحد الذي لم يقبل النظير.

فمن ذلك قوله في مديح الوزير الحاج حسين باشا الجليلي، وهو:

حذار فسهم الأعين النجل صائب ... وقبلك منها كم دهتني المصائب

وعج دون أنهار الجنوب ولا تقف ... إذا ما بها للخود طاب التلاعب

الست تراني ثاكلا إنني امرؤ ... فقدت فؤادا أزعجته الكواعب

بضائع أبكار الجنوب محاسن ... عليها من الشعر الاثيث سحائب

فنوحي على تلك البضائع ضائع ... وقلبي على تلك الذوائب ذائب

<<  <  ج: ص:  >  >>