للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبصرية ترضى إذا أبصرت دما ... دموعي وأن جفت جفوني تعاتب

هي الشمس والبدر الجبين وعقدها ... نجوم أضاءت والليالي الذوائب

تغيب وتبدي الصبح تحت ذوائب ... فما هي إلا مشرق ومغارب

هبوا كان كنز اللؤلؤ الرطب ثغرها ... ألم يك أرصادا عليه الحواجب

ظفرت بها بين النخيل بحندس ... بوقت سها عنها الحريص المراقب

كأن الدجى سوداء تزهو عقودها ... لها البدر شنف والعقود الكواكب

فنم حلي بات يستصرخ العدى ... وغير سواريها الجميع يحارب

ولي مذهب في العشق مجد وعفة ... «وللناس فيما يعشقون مذاهب»

مضى زمن عفو الكرام مؤمل ... أرى مستحيلا أن تغيب الحقائب

عفا الله عني لم يك الدهر تائبا ... عن المكر بي يوما ولا أنا تائب

فما زلت نماما على سوء فعله ... فما الدهر ذو أفك ولا أنا كاذب

ولا عتب للكائدين مسرتي ... تسيء ذوي القربى فكيف الأجانب

وفي هذا البيت رائحة من قول القاضي أبي أحمد منصور بن محمد الازدي الهروي (١) من قصيدة:

إذا كنت مضروبا بسيف تعزز ... به فعلى من ليت شعري أعتب


(١) في الاصول: منصور بن احمد وهو خطأ. وهو أبو أحمد منصور بن محمد بن محمد الازدي الهروى الشافعي. قاضي هراة. كان اديبا شاعرا. له رقائق. تفقه ببغداد، ومدح القادر بالله العباسي. يبلغ «ديوان شعره» اربعين الف بيت. وكان مغرى بالشراب. له خمريات وغزليات فائقة. وبلغ ارذل العمر توفي سنة اربعين واربعمائة.
ارشاد الاريب (٧: ١٨٩) ويتيمة الدهر (٤: ٢٤٣) وتتمة اليتيمة (٢: ٤٦) وطبقات السبكي ٤: ٢٦ ودمية القصر للباخرزي ١٢٤ وفيها «المروي» تصحيف الهروي والاعلام ٨: ٢٤٣ وبروكلمان، التكملة ١: ١٥٤ ودار الكتب ٣: ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>