بغير المواضي خفة ما تغامرت ... ولم تعبأ الهيفاء إلا العواليا
روى رقة عن خصرها بعض عذلي ... وعن قدها لينا فشدد مابيا
ولما التقينا بالعذيب وبارق ... وأسكر راح الثغر من كان صاحيا
رأتني كأيام ائتلافي متيما ... وأبصرته تهوى تلافي كماهيا
وقلت لذات الخال لم نخل ساعة ... فقالت تأهب قد أبحتك خاليا
كمنت لها بين الورود فأكمنت ... من الشعر لي بين النهود الافاعيا
ولم يحل لي إلا مرارة هجرها ... دلالا وذا حال لمن ذاق حاليا
تسعر قلبي إذ تسعر وصلها ... على ضعف حالي كم أساوم غاليا
أقيم لقولي في سلوى دلائلا ... وطول المدى دأبي أناسي اناسيا
كلانا بتذكار المحبة والع ... وما الفت منا الطباع التناسيا
ففي الدهر اما أن ألائم لائما ... واما أوري أو أقاسي القواسيا
سقتنا الرزايا حنظلا من دنانها ... فما للنوى ما زال ساق وماليا
وما استخلفت ودي سوى محنة النوى ... وفوق عليها بالخلوص التنائيا
وعهدي بقلبي لا يمر به العنا ... فأغوتهما الأيام حتى تواخيا
هجرت سويدا قلب قومي ولم يلج ... سويدا فؤادي المستهام وحاليا
وأن أعدمتني بالبصيرة ثروتي ... ومالي فما قد أعدمتني لسانيا
ولو لم أزل عني الأذى بتجاهلي ... لما كنت فيهم لا علي ولا ليا
وهبني كروض أيبس الظما زهره ... واهصر غصنا كان بالزهر زاهيا
ألا بلغا بالله مجدي وسؤددي ... وكيف الليالي بلغتني الامانيا
فلله دري إذ نجوت بمهجتي ... ولا آسف إن أتلف الدهر ماليا
اذا ما سطا عسر علي التقيته ... وجهزت في مدح الوزير القوافيا