للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعت بصغري بالمحبة والشقا ... فما زال حظي منه ما أنا والع

رعى الله دهرا بالحمى مع أحبة ... لهم سوق شوق كم فنى فيه طامع

بضاعتهم فيه خدود وأعين ... فقلبي على تلك البضائع ضائع

سقى الله ربعا كان معهد عهدنا ... وجاديه من هامل المزن هامع

وحيا الحيا حيا به معدن الحيا ... ولا زال في أرجائه الزهر يانع

فعهدي به يزهو بكل محجب ... بطلعته تسبى البدور الطوالع

وحظي سعيد والزمان مساعد ... وليس لحبل الوصل إذ ذاك قاطع

أفتية ذاك الحي هل فيكم رشا ... عهدت له بين الضلوع مراتع

وهل للصبا عود وللدهر عطفة ... وهل ما قطعناه من العيش راجع

وهيهات ذاك العيش إلا بأن يكن ... بحضرة من للحلم والعلم جامع

أبو الفضل إبراهيم ذو المجد والتقى ... له قدم فوق البراعة بارع

هو الماجد المعروف بالبذل والسخا ... فإحسانه بين البرية ذائع

إمام الهدى مجلي الصدا منهل الندى ... مريع العدى للناس فيه منافع

إذا ما رأى الإسراف من بسط كفه ... وحاول قبضا خالفته الأصابع

أخذ هذا المعنى من قول أبي تمام:

تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تطعه أنامله

ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله

<<  <  ج: ص:  >  >>