للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومبيتنا زهر الرياض ووردنا ... صفو الحياض ونحله الندماء

والزهر ينفح والرياض أنيقة ... وعلى الغصون صوادح الورقاء

وزبرجد الأوراق تحسب إنها ... قطع ترصعها يد الانداء

عمري على تلك المعاهد لم يزل ... بادي الأسى متنفس الصعداء

ما أن يراجعنا الزمان بأوبة ... ويصح فيه لدى الاياس رجائي

وارى الأحبة في الربوع روائعا ... حول المشاهد من حمى الشهباء

بلد لها شهد البرية أنها ... عدن البلاد ومعدن الفضلاء

حلب جلت عن قلب ساكنها الصدا ... وحلت بألطف زخرف وبناء

فاقت على كل البلاد بما حوت ... من لطف ماء واعتدال هواء

فهي المقدسة التي قد شرفت ... لا سيما بمصارع الشهداء

بلد تراها حيث ما قابلتها ... بالوضع شكل حمامة بيضاء

لو لم تقاس بجنة ما كانت ال ... فردوس فيها بهجة النظراء (١)

فكأنما غرر البلاد جماعة ... وهي العروس بدت بهم لجلاء

تنسي الغريب بأنسها أوطانه ... ويرى المقام بها من النعماء

يا ليت شعري هل أراني مرة ... ألقى بها دون البلاد عصائي

ولئن قضى لي في الزمان بزورة ... منها إذا أني من السعداء

هيهات حال البعد بين منالها ... شتان بين الشام والحدباء

أن ذاك إلا أن يكون بهمة ال ... مولى الذي بلغت فيه منائي

مولاي إبراهيم ذو الشرف الذي ... خرق السها وسما على الجوزاء

من محتد سادوا وحسبك من غدت ... تثني عليهم السن الأعداء

السادة العلماء نسل السادة ال ... فضلاء نسل السادة النجباء


(١) كذا في الاصل لم تقاس وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>