ثم اثنينا الى صفو القلوب وتجد ... ديد العهود وأن لا تذكر الأول
حتى إذا شام طول الليل وانكسرت ... للنوم أجفانه واسودت المقل
أباحني منه وصلا لم أؤمله ... من الزمان بما تشفى به الغلل
عانقته باشتياق وارتشفت له ... رضاب ثغر حكاه الطل والعسل
فيا لها ليلة جاد الحبيب بها ... وطاب لي منه فيها اللثم والقبل
على عفاف بلا ريب ولا دنس ... يغري به لعهود بيننا خلل
حتى إذا لاح جيش الصبح منتشرا ... وأدهم الليل ولي وهو منجفل
أشار يبغي وداعي قائما ويدي ... في ذيله وهو يخليها وينفصل
يقول أخشى عيون الراصدين متى ... أبصرتنا فعليك الأمر يشتكل
ولما طاب الكلام، وانجر الحديث إلى حالك الظلام، فنقول:
أن للأدباء في هذا الطريق إشارات، ورقيق عبارات. والسابق منهم إليه ابن المعتز (١) فإنه قال:
سقى الجزيرة ذات الطل والشجر ... ودير عبدون هطال من المطر
(١) مرت ترجمته في ص ١٢٢ ج ١.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute