كم فيهم من مليح الوجه مكتحل ... بالغنج يكسر جفنيه على حور
نادمته بالهوى حتى استقاد له ... طوعا واسلفني الميعاد بالنظر
وجاءني في قميص الليل مستترا ... مستعجل الخطو من خوف ومن حذر
ونم ضوء هلال كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدت من الظفر
فقمت افرش خدي في التراب له ... ذلا واسحب أذيالي على الأثر
وكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
ولبعض الأدباء في ذلك:
آه على ليلة جاد الزمان بها ... فعادلت كل ما افنيت من عمري
نام الحبيب نديمي في دجنتها ... إلى الصباح بلا خوف ولا حذر
كلامه الدر يغني عن كواكبها ... ووجهه عوض فيه عن القمر
فبينما أنا يرعى من محاسنها ... طرفي وسمعي اذ بودرت بالسحر
فلم يكن عيبها إلا تقاصرها ... وأي عيب لها أشنا من القصر
وددت لو أنها طالت علي ولو ... مددتها بسواد القلب والبصر
ولابن سناء الملك (١) فيه:
يا ليلة الوصل بل يا ليلة العمر ... أحسنت إلا إلى المشتاق بالقصر
يا ليت زيد بحكم الوصل فيك له ... ما طول الهجر من أيامك الأخر
(١) مرت ترجمته في ص. ٢١٢ ج ١