للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تلطف من قال:

جعلت فداك قد حضر الطعام ... وضجت من تأخرك المدام

فإن ما جئتنا عجلا وإلا ... أخذنا في اغتيابك والسلام

وما الطف اعتذار محي الدين ابن عبد الظاهر (١) لمن استدعاه

أنا في منزلي وقد وهب الل ... هـ صديقا وقينة وعقارا

فابسطوا العذر في التأخر عنكم ... شغل الحلي أهله أن يعارا

ولصاحب الترجمة:

مر أهل الوفاء واستودعوني ... بين قوم ذوي خداع ومكر

إن فعلت الجميل أوفيت شرا ... أو أردت الوفا جزيت بغدر

فإذا أحمق أتاك بجهل ... يبتغيني اعتراض نظمي ونثري

فامتحنه وأروه من غباري ... طرفا ثم دعه يلحق بإثري

نقل أن السري الرفاء الموصلي (٢) كان من مداح سيف الدولة.

فزاد (سيف الدولة) (٣) في الثناء على المتنبي، فقال له السري:

أشتهي أن الأمير ينتخب قصيدة من غرر قصائده لأعارضها، ويتحقق الأمير بذلك أنه اركب المتنبي غير سرجه. فقال له سيف الدولة على الفور: عارض قصيدته القافية التي مطلعها.

لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللحب ما لم يبق مني وما بقي

قال السري: فكتبت القصيدة، واعتبرتها في تلك الليلة؛ فلم أجدها من مختارات أبي الطيب؛ لكن رأيته يقول في آخرها:

اذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غباري ثم قال له الحق


(١) مرت ترجمته في ص: ٤٣ ج ١
(٢) مرت ترجمته في ص. ٤٨٥ ج ١
(٣) ليست في الاصول

<<  <  ج: ص:  >  >>