للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وردت منهله الصافي، واستفدت منه علم الاستعارات والقوافي.

واستنشقت العنبر الذي أذكته مجامر فكرك، والتقطت ما قذفته في بحور المحاورة بحور شعرك. فأنت قناص بنات خرد أبكار الافكار، وملتقط ثمر أكمام أشجار النظم والأشعار.

فتى جمع العلياء علما وعفة ... وبأسا وجودا لا يفاق وفاقا

كما جمع التفاح حسنا ونضرة ... ورائحة محبوبة ومذاقا

واقسم أني تصاممت عن الجواب، وكان الحق والصواب.

وكيف لا ومن تكلف فوق حمله، افتضح لساعته لجهله، بل وكيف عدم الامتثال والظاهر، هو اقتطاف ثمر من شجرة خير الأوائل والأواخر.

وفي الناس مما خصصتم به ... تفاريق لكن متى تجتمع

وعلى كل حال فقد قلدت جيدي بجواهر الأدب. وملأت مسامعي بفرائد لآلئ الخطب

أفعاله غرر أقواله درر ... أقلامه منح آراؤه شهب

فلا زلت تحافظ بحمايتك ثغور مملكة الأدب، ولا برح بابك كعبة علم ينسلون إليها من كل حدب.

فراجعني على هذا الروي والقافية:

عرائس الفكر اذ ماست مع القلم ... بثت سحابا من الآداب والنعم

نظرتها ترتوي غناء مطربة ... تغري بعشاقها في الحل والحرم

فالدر منتظم والعقد منبرم ... يا حسن منتظم فيها ومنبرم

<<  <  ج: ص:  >  >>