للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي من فكر قاصر، وذهن فاتر. فالعذر العذر من التقصير، والعفو العفو من التحريف والتغيير. يا ذا العنصر الطاهر، والعرق الشريف الزاهر. فقد أنزلتني منزلا يسمو عن مقداري وقد رفعت وغاليت اعتباري. فاقبل بفضلك ومنك بسيط أعذاري. وما ذاك إلا من حسن سيرتك، وصفو سريرتك. إذ أنا رفيق احسانك، وعتيق لسانك، فكيف أكافيك. وهذه الكمالات فيك، وتنثر من فيك، فلا زلت مطاعا. وفي كل كمال مراعى، آمين.

ومما يسوغ ذكره في هذا الباب من المرسلات المنثورة ما أرسلته إلى أحد الرجال المترجمين السيد عبد الله (١) كاتب ديوان بغداد المذكورة في كل ناد:

سلام أرق من نسيم الأسحار، وأهز من ريح الصبا، وآنق من معانقة الغواني الأبكار، في أوان الشباب والصبا. وأدق من مخترعات الأفكار، وأعطر من الشيح والكبا (٢).

ألذ من الماء القراح على الصدى ... وأطيب من وصل الهوى عقب الصد

ودعاء أزهى من ورد الخدود، يفوح مسكا ويقطر عطرا، وأبهى سناء من الدر والعقود يضوع نشرا ويروق قطرا. وأشهى بهاء من اعتدال القدود، يسوغ وردا ويعذب صدرا.

دعاء كماء المزن يعذب ورده ... وكالسيف في الإمضاء جرد من غمد


(١) لم يترجم له المؤلف كما ذكر هنا. وقد مرت ترجمته في ص ٢٦٢ ج ١
(٢) الكباء ككساء عود البخور أو ضرب منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>