للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آثار عافيتكم البارة. إذ وردنا في أيمن الأوقات كتابكم الكريم المنبئ عن صحة الذات واقتبال وجه العيش الوسيم، ففض المخلص ختامه عن رحيق بلاغة تسلي قهوة الإنشاد، وتلهي عن المدامة والنديم. فابتهجت منه النفوس، ببدائع معان تزهو في الطرس زهو العروس. وكان لما حاز من مزايا الأدب ولطائف بلاغة المقال، حريا بقول من قال:

ورد الكتاب المنتقى الزاهي الذي ... قد أحسن الأستاذ في إملائه

ببديع نثر كالزلال لطافة ... فيه شفاء الصب من برحائه

ومن جملة ما احتوت عليه مطاويه، وانطوت عليه فحاويه اظهاركم الأشواق وايشادكم الاتواق فتلك ما شهدت به القلوب وأعانت على وجدانها مصدقات الغيوب.

الشوق أعظم أن يختص جارحة ... كلي إليك وحق الله أشواق

ومن حال التاريخ القدسي، والكتاب اللطيف الإنسي، ان الجناب حسب ما سبق إليه تلك الإشارة التي وقعت بتعريض طلب المخلص له قد صدعتم الخاطر وكلفتموه باستنساخ الكتاب المذكور وأتعبتموه، وإلى طرف المخلص أرسلتموه.

فقد وصل بلطف الله سبحانه وتعالى أحسن وصول، ورقى أسنى وارفع مواضع القبول. لا غرو أن المخلص كان في غاية الاشتياق إلى هذا. لما فيه من عذوبة سلاسة اللفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>