للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالي المقامة حيث حل مقامه ... كالنجم حيث بدا رفيع سناء

ندب بدا كالشمس في أفق العلى ... فتعرضت أهل العلى كهباء

فهو شيخ الأدب والشعر، الذي افتخر به هذا الدهر على كل دهر، وهو شامة أيامه، ومصباح ظلامه.

له من الشعر ما ينبه الوسنان، ويزين المقصورات الحسان.

وقد أثبت منه ما هو كالمسك المعطر الشائع بكل قطر.

فمن أشعاره الدالة على علو مقداره قوله:

القلب صار من الهوى أفلاذا ... وبمن حببت قد استجار ولاذا

ولهيب وجدى قد شوى ما في الحشى ... فلم التجافي والصدود لماذا

واذا أخذت القلب واستملكته ... أفلا تكن لحشاشتي أخاذا

في الحب تعذيبي غدا عذبا وقد ... ألفيت ذلي في هواك لذاذا

كلفت في البلوى فؤادي صبوة ... إن ذاب منها لا يرى الانفاذا

وجعلت روحي قربة لدنوه ... ومددت كفي سائلا شحاذا

وتركت ملة لائم في لومه ... اهدى الهدى لكنه ملاذا (١)


(١) الملاذ: المتصنع الذي لا تصح مودته.

<<  <  ج: ص:  >  >>